يعيش في البلاد الاف اللاجئين وطالبي الملجأ من مسيحين ومسلمين، غالبيتهم من اريتريا وجنوب السودان. الذين هربوا خوفاً من الملاحقات السياسية والتجنيد بالإجبار لفترات زمنية غير معقولة لجيش يضر بجنوده. وفي الطريق الى هنا عانوا الكثير من التنكيل. يعيش غالبيتهم في منطقة تل–ابيب ، لكن حوالي ال2000 منهم في القدس. تشهد شرطة نقطة “شاريت” في تل–ابيب ان الاحصائيات حول نسبة الجريمة في مجموعة اللاجئين السكانية هناك لا تختلف عن كافة السكان. وأن غالبيتهم يبذلون جهودأ ً للعيش في الواقع العادي قدر الإمكان في حالتهم. لا تتوفر معلومات كثير عن هؤلاء اللاجئين الذين يسكنون في القدس لكن الفرضية عن سبب تواجد هذه القلة منهم في القدس انهم قد وجدوا عملاً في القدس. على الغالب يعملون في التنظيف والصيانة في مختلف المؤسسات.

إن النقاش حول التوجه السياسي الإسرائيلي تجاههم في ذروته. لنتذكر ان المعاهدة الدولية التي وقعت عليها اسرائيل والتي تمنع طردهم كتبت في حينه في أعقاب الصعوبات التي واجهها طالبوا اللجوء اليهود بإيجاد مكان يقبلهم خلال الحرب العالمية الثانية – وقد شارك كبار الحقوقيين ااسرائيليين في وضع نصوص هذه المعاهدة في بداية سنوات الدولة الأولى. فعلى الرغم من سخونة النقاش في الموضوع، لكن من الواضح للجميع ان عليه مساعدة هؤلاء اللاجئين، ليس فقط لأسباب حقوق الانسان، بل لأن كل تحسن في وضعهم الاجتماعي والاقتصادي سيؤثر ايجاباً على محيطهم.

بمشاركة بلدية القدس ومركز الحوار بين الثقافات في القدس، تم تفعيل مركز استعلامات للاجئين وطالبي الملجأ في المدينة. تعمل في هذا المركز عاملة اجتماعية تديره، وعدد من المتطوعين. يقوم مركز الاستعلامات بكامل المطلوب في الموضوع في المدينة فهو ايضاً يشرك عدة مؤسسات تعمل على نفس الموضوع في المدينة مثل المجموعة من اجل طالبي اللجوء (مجموعة من المتطوعين التي تساعدهم منذ سنوات) “كل الروح” و “بيت شموئيل” واخرون. كما انضم جهاز التعليم في القدس لمساعدة الأطفال الذين يأتون اليه. اضافة لمعالجة مركز الاستعلامات لحالات فردية بما يخص قوانين العمل والصحة وتأشيرات المكوث في البلاد. يقدم مركز الاستعلامات بمساعدة مركز الحوار بين الثقافات ورشات عمل عن الملاءمة الثقافية مع التركيز على مجوعة اللاجئين امام مؤسسات متعددة.

عملياً خارج منطقة تل–ابيب، يكون مركز الاستعلامات المقدسي هو حالة خاصة، فلا يوجد موظفون محليون يعملون بأجر في مدن اخرى يعيش فيها طالبو اللجوء (عدا تل ابيب). ان رعاية بلدية القدس لهذا العمل تحظى بتقدير عال وتدل على تفهم عميق للحاجة للتعامل بجدية مع هذا الموضوع المركب.