تبين لنا في العام 2012 ان هناك صعوبة بالغة لخريجات وخريجي المهن الطبية (التمريض والعلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي) من الفلسطينيات من القدس الشرقية، اللواتي تعلمن وتعلموا في الخارج (بيت لحم ونابلس وجنين والأردن ودول اخرى) بأن ينجحوا في امتحانات الترخيص من وزارة الصحة الإسرائيلية. مع وجود نقص كبير بهذه الملاكات في جهاز الصحة في القدس الشرقية وفي البلاد عموماً ، وفقط عدد قليل 0-2 نحن بالامتحان كل سنة . ومعنى هذا ان هؤلاء لم يستطعن العمل في مشاف وعيادات القدس، رغم أن عدداً منهن اشتغلن بشكل غير قانوني – في حين تتخذ وزارة الصحة جانب الحذر من اتخاذ رقابة شديدة… وكانت النتيجة وجود جهاز صحي أقل جودة في القدس الشرقية، مع وجود سيدات تعلمن مهنة وهن بلا عمل او يعملن بشروط لا تلائم مهنتهن.

لقد توصلنا في امسح الميداني الذي قمنا به ان اسباب صعوبة النجاح بالامتحان هو فارق اللغة، ومناهج تعليم لا تتوافق تماماً مع متطلبات وزارة الصحة الاسرائيلية والنقص بدورات وأدوات تهيئة للامتحانات المختلفة. تتم الدراسة في الجامعات الفلسطينية والأردنية باللغة الانجليزية وبما ان مستوى اللغة العبرية في القدس الشرقية متدن جدا ً فلا تستطيع الخريجات التقدم للامتحان بالعبرية. كان باستطاعتهن التقدم للامتحان بالعربية (وقد حاولت مجموعة منهن ذلك) لكن تبين ان ترجمة الامتحان للعربية سيئة جداً، فهذه امكانية غير مفيدة. كان الحل كما رأيناه هو بالتقدم للامتحان باللغة الانجليزية، والتي وبالرغم انها ليست لغة الأم للممرضات (معنى ذلك دراسة أبطأ للأسئلة في الامتحان ذو ضغط الوقت…) الا أن ذلك أفضل ز في عدة مجالات لم تكن اي اشكالية تقنية للتقدم للامتحان بالإنجليزية وفي مجالات أخرى توجهنا بالطلب لوزارة الصحة ونجحنا بالحصول على استجابتهم بالموافقة على ذلك.

كانت المرحلة التالية بناء دورة تحضيرية بالإنجليزية لامتحانات التمريض والعلاج الوظيفي، بالتعاون مع محاضـِرات التزمن بامتياز بالموضوع. لم يكن الأمر سهلاً لأن كل المواد كانت بالعبرية ولم يكن بالإمكان ترجمتها. لقد استعنا بأساليب متعددة للنجاح بالاستعداد للامتحان سنة 2012 النتائج كانت: 9 معالجات وظيفياً نجحن اضافة ل-26 ممرضة .في السنة الثانية 2013 نجحت 7 معالجات وظيفياً وفقط 4 ممرضات (بسبب صعوبة الامتحان بشكل كبير – وقد استفدنا من التجربة للمستقبل). ومرة أخرى نسيت عدد الممرضات الناجحات في امتحان نيسان 2014 (6 ممرضات اضافيات نجحن). لقد نجحت 16 شابة وشاباً من خريجي العلاج الوظيفي و34 ممرضة في سنتين – ويعتبر هذا الامر انجاز مشرف في القدس الشرقية بسبب الحاجة الملحة لهذه المهن الطبية. لقد طورنا دورة لامتحان العلاج الطبيعي بالانجليزية امتحان صعب بشكل خاص حتى لمتحدثي الانجليزية وقد نجح 4 من المتقدمين من القدس الشرقية!

نحن نتعلم من السيرورة ونطور اسلوباً وطريقة للدورات التحضيرية اضافة للتوسع نحو مهن طبية اضافية في العام 2014. بدأنا بفحص امكانية مرافقة – الظل – حيث تقوم مهنيات من القدس الشرقية بالانضمام لورديات في مشافي المدينة الغربية للإطلاع على أسليب حديثة هناك، ومساعدة الطواقم في مجال الملاءمة الثقافية للفلسطينيين المتواجدين لتلقي العلاج هناك.

نؤمن أن هذا البرنامج، كلما حصد النجاحات، فسيؤثر دراماتيكيا ً للأفضل على جهاز الصحة ومؤسساته في القدس الشرقية ليحصل السكان هناك على خدمات صحية ناجعة. أضف أن هذا البرنامج يزيد من حقوق المهنيين والمهنيات في المهن الطبية الإجتماعية والرواتب الشهرية لهم في القدس الشرقية.