في السنوات الأخيرة هناك اعتراف بالحاجة للاستعداد لأوضاع الطوارئ على المستوى الجماهيري – كرد مباشر للكوارث الطبيعية او حوادث من فعل الانسان – مثل الزلازل والحرائق والفياضانات والحوادث كثيرة المصابين. في كثير من الحالات يجب ان يقوم المجتمع بمواجهة حالة الطوارئ خلال الساعات الأولىوأحياناً لعدة أيام حتى وصول هيئات الإنقاذ المتخصصة . كان الحدث المركزي اقامة طواقم طوارئ محلية تعرف واقع وظروف الحي الذي تعيش فيه وتعلم احتياجاته وموارده التي تساعد في كل حدث. ان طواقم كهذه يجب ان تكون جاهزة ومستعدة مسبقاً مع معدات ولفات معلومات ملائمة.
في الوقت الذي كانت مهمة المراكز الجماهيرية في اقدس الغربية وعلى مهنييها ان تدير هذه الطواقم بتوجه “top -down”، لم يكن الحال نفسه في القدس الشرقية، لسببين هامين قلة قدرات المراكز الجماهيرية في القدس الشرقية. لقد اخترنا طريقاً اخر مبني على اسلوب “bottom-up” وترتكز على اقامة طواقم محلية ط مستقلة تماماً يعي اعضاؤها الحاجة لدوام الاتصال مع هيئات الانقاذ في الاوقات العادية ووقت الطوارئ، توجد ايجابيات كثيرة لهذا التوجه وعمليا يتضح للجميع انها الأفضل والمفضلة عما يجري في القدس الغربية. ان استقلالية الطواقم تخلق احساساً بالمسؤولية والتعاضد خلال التأهيل والتدريبات والعمل فعلياً وقت الطوارئ، تنجح الطواقم في القدس الشرقية والمبنية من متطوعين مركزيين في كل حي بربط اواصر العمل الميداني بين مجموعات كثيرة في المجتمع وبناء “ملف الحي للطوارئ” الذي يحوي كافة جهات الاتصال والأشخاص والموارد الجماهيرية واصحاب المعدات الثقيلة للطوارئ (الأطباء والممرضات وكافة محلات المواد الغذائية والصيدليات والمدارس والمعدات الثقيلة).
طواقم الطوارئ في احياء القدس الشرقية
تقوم “جمعية طواقم طوارئ القدس” الفلسطينية بتهيئة واعداد طواقم الطوارئ في احياء القدس الشرقية ، بمتابعة مركز الحوار بين الثقافات في القدس وعدد من مقدمي الخدمات في مجال الطوارئ في المدينة. تستطيع الطواقم ان تعمل بشكل مستقل والقيام بمهام مواجهة حدث الطوارئ حالاً ، لكنهم يعرفون كيفية استخدام ومساعدة طواقم متعددة ومتخصصة لكل حدث.، فهم ستعينون بامكانيات وتخصصات محلية – من أطباء وممرضات وعاملين اجتماعيين ومهندسين ومشغلي اليات ثقيلة ومدارس ومؤسسات جماهيرية أخرى.
في نهاية عام 2013 كانت خمس طواقم فعالة في احياء القدس الشرقية ، والنية تتجه الان لمضافة هذا العدد خلال العام 2014. فخلال العاصفة الثلجية في كانون أول 2013 أثبتت هذه الطواقم قدرتها ونجاعة عملها جيداً عندما استقطبوا كافة متطوعيهم ومواردهم من معدات ثقيلة وسيارات 4*4 لانقاذ وجر السيارات وفتح الطرقات. لقد تم اخراج وتخليص القدس الشرقية بسرعة أكبر مما حدث في القدس الغربية بسبب نجاعة عمل هذه الطواقم .